في اليوم الحادي عشر.. حضور طلابي يُزيِّن أروقة معرض الكتاب الإسلامي

لا يزال معرض الكتاب الإسلامي الـ47 يواصل فعالياته لليوم الحادي عشر على التوالي، وسط أجواء نابضة بالحيوية والإبداع، تعكس عمق الفكر الإسلامي وثراءه، وحرصه المتجدد على ترسيخ القيم الأصيلة وتعزيز الوعي الثقافي في نفوس الأجيال.

ويُقام المعرض في مقر جمعية الإصلاح الاجتماعي بمنطقة الروضة، تحت شعار «نحو وعي حضاري»، وبرعاية كريمة من معالي وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري.

وشهد اليوم الحادي عشر من المعرض حضورًا طلابيًا كثيفًا خلال الفترة الصباحية، حيث توافدت وفود المدارس من طلاب وطالبات في مشهد يعكس شغف الجيل الجديد بالعلم والثقافة.

وقد كان لهذا الحضور أثره الكبير في إضفاء طاقة نابضة على أروقة المعرض، من خلال مشاركات مميزة شملت تلاوات قرآنية عذبة، وإلقاء قصائد وطنية وتربوية تمجد المعرفة والقراءة، في تجسيد حي لقيم الانتماء والارتباط بالهوية الإسلامية.

وانطلقت الفعاليات الصباحية بمسابقة ثقافية نظمتها إدارة توجيه التربية الإسلامية على مسرح الجمعية، تمحورت حول السيرة النبوية والفقه والتاريخ الإسلامي، إلى جانب أنشطة حركية تهدف إلى تعزيز روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلبة.

وقد حظيت المسابقة بتفاعل واسع من المشاركين، وسط أجواء من الحماسة والتنافس البناء؛ ما ساهم في ترسيخ القيم التربوية بأسلوب شيّق ومبسط.

في مركز «أثر» الاجتماعي، تواصلت الورش التفاعلية بزخم كبير، عبر مجموعة من الجلسات الحوارية، والأنشطة المعرفية، والمسابقات الفكرية الموجّهة لمختلف الفئات العمرية، وتمحورت هذه الفعاليات حول تنمية مهارات التفكير الناقد والإبداعي، وفتح المجال أمام المشاركين للتعبير عن مواهبهم وقدراتهم في بيئة محفزة تجمع بين المتعة والفائدة.

وفي جناح «ألعاب دُميتي»، قُدمت ورشة مميزة عن «صناعة التاج»، أضفت على الأجواء طابعًا فنيًا جاذبًا للأطفال، كما قدم «نادي مصطبة» قصتين لطلاب المدارس حملتا عناوين ملهمة، مثل «تحيا القدس» و«عائدون يا قدس»، مؤكدتين حضور القضية الفلسطينية في الوجدان التربوي والثقافي.

ومن جهته، قدم فريق «منارة» التطوعي ورشة تلوين مرفقة بقصة تربوية بعنوان «غديرة بالخير منيرة»، حملت رسائل تربوية بأسلوب قصصي ممتع.

يُذكر أن المعرض يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية السنوية في الكويت، ويشارك فيه هذا العام أكثر من 120 جهة ودار نشر من دول الخليج والمشرق والمغرب العربي، إضافة إلى عدد من دور النشر الأوروبية، في تأكيد على البعد العالمي للمعرض، ودوره الريادي كمنصة حضارية للفكر الإسلامي المتجدد.

ويواصل المعرض تقديم باقة ثرية من الندوات الفكرية، والأنشطة التفاعلية، والبرامج الثقافية التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، في سعيه لترسيخ القيم الإسلامية، وتعزيز الوعي الحضاري القادر على التفاعل مع قضايا العصر وتحديات المستقبل.

ومنذ انطلاقه، رسّخ معرض الكتاب الإسلامي مكانته كملتقى سنوي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويُشكّل فضاءً رحبًا للتلاقح الفكري والمعرفي، ونافذة مشرقة تطل منها الثقافة الإسلامية برؤية تنموية، تسعى لبناء إنسانٍ واعٍ بقيمه، منفتح على مستجدات عصره.

Scroll to Top