في يومه الثامن.. معرض الكتاب الإسلامي يواصل زخمه الثقافي

لليوم الثامن على التوالي، تواصلت فعاليات معرض الكتاب الإسلامي الـ47 وسط أجواء حيوية مفعمة بالنشاط الثقافي والإبداعي، في مشهدٍ يجسد رسوخ الفكر الإسلامي، وحرصه الدائم على ترسيخ القيم وتعزيز المعرفة في المجتمع، ومنذ انطلاقه، برهن المعرض على مكانته كمنصة حضارية رائدة تفتح آفاق الفكر، وتجمع بين الأصالة والمعاصرة في مشهد ثقافي متجدد.

وقد شهدت أروقة المعرض في الفترة الصباحية سلسلة من الأنشطة والبرامج الثقافية المتنوعة، التي جاءت لتلبي احتياجات الفئات العمرية المختلفة، وسط حضور مميز من طلاب المدارس الذين توافدوا بأعداد كبيرة، معبرين عن حماسهم وانخراطهم الفعّال في الفعاليات المقدمة.

والتقطت عدسة المعرض مشاهد لعدد من الطلاب الذين عبّروا عن إعجابهم بالأجواء الثقافية والتنظيمية المتميزة، وأبدعوا في تلاوة آيات من القرآن الكريم تبرز مكانة العلم والقراءة في الإسلام.

اختيار التخصص الأكاديمي

استهل المعرض أنشطته اليوم بمحاضرة توجيهية مهمة حملت عنوان «كيف تختار تخصصك الجامعي؟»، استهدفت طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية.

قدم المحاضرة د. موسى المزيدي على مسرح جمعية الإصلاح الاجتماعي، حيث تناول بأسلوب علمي وتربوي سبل اختيار التخصص الأكاديمي بما يتناسب مع ميول الطلاب وقدراتهم، مؤكداً أهمية التخطيط المبكر للمستقبل العلمي والمهني.

مركز «أثر».. أنشطة متنوعة وإقبال واسع

وفي مركز «أثر» الاجتماعي، تواصلت الفعاليات الصباحية بزخم ملحوظ، حيث أقيمت سلسلة من الأنشطة التفاعلية المتنوعة التي استهدفت مختلف الفئات العمرية، وشملت ورش عمل تثقيفية، وجلسات نقاشية هادفة، ومسابقات فكرية، بالإضافة إلى عروض تقديمية تفاعلية عززت من تفاعل المشاركين، وفتحت أمامهم آفاقًا جديدة في مجالات التفكير النقدي والإبداعي.

وقد تميزت هذه الأنشطة بتشجيع الحضور على المشاركة الفاعلة وإبراز مواهبهم وقدراتهم، ضمن أجواء ثقافية محفزة جمعت بين المعرفة والمتعة.

تطوير الكفاءة الثقافية للمعلمين

كما نظمت دورة تدريبية تخصصية بعنوان «التكوين الثقافي لمعلمي التربية الإسلامية»، قدمها د. عبدالعزيز الكندري من إدارة التوجيه في وزارة التربية.

هدفت الدورة إلى تطوير الكفاءة الثقافية للمعلمين، وتزويدهم بالأدوات العلمية والمنهجية اللازمة لبناء وعي ثقافي أصيل منبثق من الثوابت الإسلامية، وفي ذات الوقت قادر على التفاعل مع قضايا العصر وتحدياته.

واشتملت محاور الدورة على مناقشة أهمية الدور المحوري للمعلم في بناء الأجيال، وترسيخ القيم والمفاهيم الإسلامية الأصيلة، إلى جانب عرض إستراتيجيات توظيف الثقافة كرافعة تربوية فعّالة تسهم في صياغة شخصية الطالب المتكاملة، المتمسكة بالهوية الإسلامية والمنفتحة بوعي ناقد على منجزات الحضارة الإنسانية، كما تم تقديم مجموعة منتقاة من المصادر والمراجع العلمية التي تساعد المعلمين في إثراء معارفهم وتجديد أدواتهم الفكرية بشكل منهجي ومتوازن.

الجدير بالذكر أن «معرض الكتاب الإسلامي الـ47»، الذي تنظمه جمعية الإصلاح الاجتماعي في مقرها بمنطقة الروضة تحت شعار «نحو وعي حضاري»، يقام برعاية كريمة من معالي وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، خلال الفترة الممتدة من 21 أبريل إلى 3 مايو 2025م، ويشارك في المعرض أكثر من 120 جهة ودار نشر، من بينها مشاركات دولية واسعة تمثل دول الخليج، والشام، والأردن، ومصر، والعراق، وتركيا، ودول المغرب العربي، بالإضافة إلى دور نشر أوروبية؛ ما يعكس الطابع العالمي للمعرض ويؤكد مكانته كمنبر حضاري وثقافي بارز على المستويين العربي والإسلامي.

ويواصل المعرض تقديم باقة من البرامج الثقافية والأنشطة التفاعلية والندوات الفكرية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، في إطار سعيه الدؤوب لتعزيز وعي الأجيال وصياغة مشهد ثقافي يرتكز على القيم الإسلامية ويتفاعل مع تحديات الحاضر والمستقبل.

 

 

Scroll to Top