الإصلاح تحتفي بمرور 12 عاماً على تأسيس «قطاع الدعوة والتثقيف الشرعي»

في أمسية مفعمة بالإيمان والعرفان، أقامت جمعية الإصلاح الاجتماعي حفلاً مهيباً لتكريم المشاركين في قطاع الدعوة والتثقيف الشرعي، بمناسبة مرور 12 عاماً من البذل والعطاء في خدمة العلم والدعوة، وذلك بحضور كوكبة من قيادات الجمعية يتقدمهم نائب رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي محمد العمر، والأمين العام حمد العلي، ورئيس قطاع الدعوة والتثقيف الشرعي د. حمد المزروعي، ورئيس تحرير مجلة «المجتمع» د. سالم القحطاني، إلى جانب نخبة من العلماء والدعاة ورموز العمل الدعوي في الكويت.

12 عاماً من العطاء الدعوي

استهل الحفل بكلمات مؤثرة استذكرت مسيرة 12 عاماً من العمل الدؤوب في قطاع الدعوة والتثقيف الشرعي، منذ تأسيسه عام 2013م، وهو القطاع الذي حمل على عاتقه رسالة سامية؛ نشر الدعوة والثقافة الشرعية وتعزيز القيم والأخلاق الإسلامية.

وقد مضى بخطى ثابتة نحو التطوير والتجديد حتى غدا علامة متميزة في ميدان العمل الدعوي والتربوي.

العمر: دعم كامل للقطاع لما له من أهمية محورية في تحقيق رسالة جمعية الإصلاح الاجتماعي

وشهد القطاع خلال مسيرته تنفيذ عشرات المشاريع الدعوية والتربوية الرائدة، من أبرزها مشروع «بداية المتعلم»، الذي ألّف كتاباً بعنوان «فيما لا يسع المسلم جهله» بالتعاون مع وزارة التربية، واستفاد منه أكثر من 60 ألف طالب وطالبة في مدارس الكويت، ومشروع «تكوين» لإعداد الدعاة، الذي خرّج نحو 150 داعية بعد دراسة منهج متكامل في العلوم الشرعية والإيمانية، ومشروع «الحقائب التدريبية»، الذي استفاد منه 1600 متدرب في برامج تطوير المهارات الدعوية.

كما نظم القطاع 100 دورة شرعية حضورية شارك فيها 5000 طالب من أكثر من 40 دولة، بالإضافة إلى 28 مجلس سماع علمي، و200 درس ميداني في شرح 20 كتاباً من أمهات الكتب الشرعية.

ولم تتوقف الجهود عند هذا الحد، بل امتدت إلى منصات الإعلام الرقمي عبر قناة «يوتيوب»، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، في 67 مسجداً، حيث قُدمت أكثر من 130 محاضرة، كما تخرّج 49 طالباً بالقراءات العشر، إضافة إلى إقامة المعتكف الرمضاني السنوي بمشاركة أكثر من 120 طالباً.

وفي كلمته المؤثرة، نقل نائب رئيس مجلس الإدارة محمد العمر تحيات وتمنيات الشيخ د. خالد المذكور، رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي، حفظه الله وشفاه، لإخوانه في «الإصلاح»، مبشراً الحضور بتحسن حالته الصحية، وداعياً الجميع إلى الدعاء له بتمام العافية.

ثم وجّه العمر 4 رسائل عميقة للعاملين في قطاع الدعوة والتثقيف الشرعي، قال في أولها: جمعية الإصلاح تمتلك هيكلاً ونظاماً ومؤسسات، لكن الروح التي تبعث الحياة في هذا الكيان هي روح الدعوة، فهي رسالتنا الأولى إلى المجتمع الكويتي.

وفي الرسالة الثانية، ثمّن الجهد الكبير الذي بذله د. حمد المزروعي وقيادات القطاع منذ تأسيسه وحتى اليوم، مشيراً إلى أن هذا الجهد مقدّر ومحلّ فخر واعتزاز لدى مجلس إدارة الجمعية وكل العاملين فيها.

وتابع العمر: أما الرسالة الثالثة، فقد أشار فيها إلى أن مرحلة ما بعد التوقف القسري شهدت تحديات عديدة، إلا أن عزيمة العاملين في القطاع ستعيده أقوى مما كان.

وختم برسالة شكر وعهد قائلاً: يتعهد مجلس الإدارة بأن يحظى قطاع الدعوة في المرحلة القادمة بالدعم الكامل، لما له من أهمية محورية في تحقيق رسالة جمعية الإصلاح الاجتماعي.

د. المزروعي: مشاريع «الإصلاح» منارات للعلم الشرعي ومجالسها مقصد لطالبي العلم من الكويت وخارجها

بدوره، افتتح د. حمد المزروعي كلمته بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، مرحباً بطالب العلم، «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع»، وقال المزروعي: يكفينا شرفاً أن نكون في مجالس يُكرمها الله برعايته وتحفها الملائكة بأجنحتها، فطلب العلم عبادة، والدعوة إلى الله شرف.

واستذكر مسيرة القطاع منذ انطلاقه قبل 12 عاماً، قائلاً: تناوب على قيادة هذا القطاع إخوة مباركون؛ بدأها د. عيسى الظفيري، ثم تسلّم الراية من بعده د. سالم القحطاني، الذي تابع المسيرة حتى انتقل إلى رئاسة تحرير مجلة «المجتمع»، ثم وفّقنا الله لحمل الأمانة من بعدهم، ونسأله سبحانه أن نكون خير خلف لخير سلف.

وأضاف د. المزروعي: اليوم لا نتحدث عن أرقام فحسب، بل عن أثر مبارك ترك بصمة في ميدان الدعوة؛ حيث غدت مشاريع جمعية الإصلاح منارات للعلم الشرعي، ومجالسها مقصداً لطالبي العلم من الكويت وخارجها.

واختُتم الحفل بتكريم المشاركين والعاملين في قطاع الدعوة والتثقيف الشرعي، عرفاناً بجهودهم المباركة، وتقديراً لعطائهم المتواصل في نشر العلم وتعزيز الوعي الديني في المجتمع.

كما تم تبادل الدروع التذكارية والتقاط الصور الجماعية التي جسدت روح الأخوة والتعاون بين أبناء جمعية الإصلاح الاجتماعي.

ولم يكن الحفل مجرد وقفة احتفاء بذكرى، بل وقفة شكر لله تعالى على فضله وتوفيقه، ووقفة وفاء لكل من أسهم في بناء هذا الصرح الدعوي الشامخ، الذي لا يزال يحمل رسالة الإصلاح، ويزرع القيم، ويبني الأجيال على نور العلم والإيمان.

Scroll to Top