في إطار جهودها المستمرة للتخفيف من معاناة شعوب البلدان الأكثر حرمانًا، وضمن برامجها التنموية والإغاثية الميدانية، أعلنت نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي عن إنجاز مشروع حيوي في جمهورية تشاد بحضور ميداني لرئيس قطاع التنمية والإغاثة خالد مبارك الشامري، يتمثل في حفر وافتتاح 5 آبار ارتوازية لتنقية المياه وتوفيرها للمجتمعات المحلية.
وقد استفاد من هذه الآبار أكثر من 12500 مستفيد من القرى المحيطة، في خطوة نوعية لتعزيز الأمن المائي وتحسين الظروف المعيشية في بيئات تعاني شحًّا كبيرًا في مصادر المياه الآمنة.
وفي هذا الصدد، قال الشامري: لقد أتم وفد من نماء الخيرية تنفيذ مشروع حفر وافتتاح 5 آبار ارتوازية في مواقع مختارة داخل تشاد، وذلك استجابةً لاحتياجات حيوية ملحة للمجتمعات الريفية التي تعاني من ندرة المياه النظيفة.
وأوضح الشامري أن هذه الآبار تخدم ما يزيد على 12500 فرد من النساء والأطفال والعائلات التي كانت تضطر إلى المشقة في جلب الماء من مصادر بعيدة ومعرضة للتلوث، مبيناً أن تنفيذ هذا المشروع لم يأتِ من فراغ، بل جاء في سياق واقع مائي صعب في تشاد، حيث تُشير بيانات «يونيسف» إلى أن نسبة السكان الذين لديهم وصول إلى خدمات مياه شرب أساسية تقارب 43% فقط، بينما نسبة الوصول إلى خدمات الصرف الصحي لا تتجاوز 10%، كما تُظهر بيانات برنامج الأمم المتحدة المشترك أن نسبة الأشخاص الذين يستخدمون ماء شرب يُدار بشكل آمن في تشاد لا تتجاوز نحو 5.6% من السكان؛ ما يعكس فجوة كبيرة في البنى التحتية المائية والصحية.
وبيَّن الشامري أن هذه الأرقام مؤلمة، خصوصًا في المناطق الريفية التي غالبًا ما تواجه ضعف البنية التحتية، وقلة الصيانة، وقلة الاستثمارات في شبكات المياه، إلى جانب التأثر الجغرافي والمناخي ومن خلال الآبار التي أنشأناها، نهدف إلى تقليل المسافات التي يقطعها الناس للحصول على الماء، وتخفيف العبء عن النساء والفتيات اللاتي غالبًا ما يكنّ مكلفات بجلب المياه في تلك المناطق، كما أن توفير المياه النظيفة له أثر مباشر على خفض الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة، خاصة الإسهالات والتهابات الجهاز الهضمي؛ الأمر الذي يساهم في خفض معدلات الوفيات بين الأطفال وتحسين الصحة العامة.
وتابع الشامري: نؤكد أن المشروع لم يتوقف عند حفر الآبار فحسب، بل شمل أيضًا عمليات تدريب وصيانة دورية بالتعاون مع المجتمعات المحلية لضمان استدامة تشغيل الآبار، وتكوين لجان محلية لإدارتها، مبيناً أن اختيار مواقع الآبار تم بعناية بعد دراسات ميدانية دقيقة، تنبّهت إلى التجمعات السكانية الأكثر ضعفًا والبُعد الجغرافي للمياه السطحية، مع مراعاة الخطر الموسمي لتجفيف بعض المصادر في فترات الجفاف.
وأردف: وفي ضوء هذا الإنجاز، تؤكد نماء الخيرية أن العمل الإنساني يجب أن يوازن بين الإغاثة والتنمية، وأن المشاريع المائية من ركائز التنمية الصحية والاجتماعية، كونها تؤمّن حياة ومستقبلًا أفضل للمواطنين المحتاجين.
وفي ختام هذا التصريح، أكد الشامري التزام نماء الخيرية بالرسالة الإنسانية في أحلك الظروف، متوجهاً بالشكر الجزيل إلى شركائنا في الميدان المحلي والدولي الذين ساهموا معنا في إنجاح هذا المشروع، وندعو أهل الخير لدعم مبادرات مماثلة لضرب جذور الفقر والحرمان بالماء والحياة، كما أكد أن نماء الخيرية تستعد لتنفيذ مشاريع إضافية للمياه والصرف الصحي والتوعية الصحية في تشاد وغيرها من البلدان المحتاجة، لتترك بصمة خير دائمة في حياة الناس.